معاون محافظ ذي قار لشؤون الخدمات يكشف عن نزوح أكثر من 10 آلاف عائلة من مناطق الأهوار

كشف معاون محافظ ذي قار لشؤون الخدمات سلامة السرهيد، عن نزوح أكثر من 10 آلاف عائلة من مناطق الأهوار فقط، بسبب شح المياه والجفاف المستمر، في ظل أزمة مائية متفاقمة تهدد الأمن البيئي والاجتماعي والاقتصادي في المحافظة.

ووصف السرهيد ملف المياه في ذي قار بـ”المؤلم”، مشيراً إلى أن قرارا مركزيا بمنع الزراعة الصيفية والشتوية قد صدر، وهو ما وصفه بـ”الكارثة الكبرى”، لما سيخلفه من آثار مدمرة على الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية الذين يعتمدون بشكل كلي على الموارد المائية.

وأكد أن العراق يواجه أزمة مائية وطنية حقيقية، في ظل غياب الإطلاقات المائية من الجانب التركي، مضيفاً أن المياه الواصلة إلى جنوب العراق، وخاصة ذي قار، هي مياه مالحة وعكرة وتفتقر إلى المعايير الصحية، بسبب ترسبات ومخلفات السدود، ما زاد من معاناة الأهالي.

وأوضح السرهيد أن محطات تصفية المياه تعمل بأقل من طاقتها نتيجة مركزية قرار تشغيل الكهرباء، ما حدّ من قدرة المحافظة على إدارة هذه المحطات، رغم توفير مولدات احتياطية وجهود العاملين المستمرة في مديرية الماء. كما أشار إلى استمرار توزيع الحوضيات الناقلة للمياه على مدار الساعة لتغطية الاحتياج في المناطق السكنية.

واكد السرهيد أن الحكومة المحلية تبذل جهودا متواصلة للمطالبة بزيادة حصة ذي قار من المياه لاهمية الأهوار باعتبارها تراثا عالميا مسجلا على لائحة اليونسكو، ومورداً بيئياً وسياحياً فريداً يجب الحفاظ عليه.

كما أشار إلى استمرار العمل على رفع التجاوزات على الأنهار وإغلاق بحيرات الأسماك غير القانونية ضمن خطة شاملة لإنقاذ ما تبقى من الموارد المائية في المحافظة.

ذي قار اليوم أمام تحدٍ وجودي، فإما إنقاذ ما تبقى من الحياة في الأهوار، أو مواجهة موجات نزوح وفقدان لتراث بيئي وإنساني لا يُقدّر بثمن.