ما هي الاسباب الموجبة لانشاء مطار الناصرية؟
اعلام المشاريع
يرى مختصون اقتصاديون أن عدة اسباب اقتصادية تستلزم انشاء مطار الناصرية في ذي قار فيما يقول آخرون إن شروط الجدوى الاقتصادية متحققة بالمطار كما انه سيفتح ابواب السياحة لأقدم المناطق التاريخية بالعراق.
altويقول الخبير بكفاءة النقل الجوي بالمطارات العراقية عباس فاضل لـ"شفق نيوز" إن "لمطار الناصرية اهمية مكانية لما يتميز به من موقع جغرافي من الناحية الاقليمية حيث يقع ضمن خطوط العرض والطول في المكان الذي يربط الشرق والغرب ويكون اقرب ممر للطائرات المتجهة من شمال غرب أوربا الى شرق آسيا".
وتابع "هنالك أهمية نسبية ايضا لانه سيكون حلقة الوصل بين الطائرات المنطلقة من الوطن العربي باتجاه شرق اسيا وسيكون من المطارات الرائدة بالمنطقة".
وبعدما اكد أن "المطار سيوفر بجميع مفاصلة الامنية والادارية قرابة 3الاف فرصة عمل مباشرة قابلة للزيادة عن توسعة المطار" اشار فاضل الى انه "سيوفر فرصا كثيرة بصورة غير مباشرة وبالقطاعات الساندة لنقل المسافرين وتقديم الخدمات لهم".
وعن المدة المتوقعة لإنجاز المطار اجاب "يمكن انجازه خلال 3 اشهر لان البنى التحتية الموجودة بقاعدة الامام علي الجوية توفر اكثر من 60% من متطلبات انجاز المطار المدني وخصوصا مع وجود برج المراقبة الاعلى الذي انشأه الامريكان قبل مغادرتهم، الا ان ما ينقصه صالة مسافرين وخدمات اخرى، كما يجب انشاء شبكة طرق مناسبة حول المطار".
ويرى الخبير السياحي اسعد حسين عليوي ان المطار سيفتح ابواب السياحة بأقدم المناطق الاثرية بالعراق.
ويوضح أن "اقامة مطار الناصرية سيسهم بزيادة اعداد السياح الاجانب ويفتح على العالم ابواب ذي قار الاثرية وبما تضمه من متحف طبيعي لكل العصور".
وقال إن "الاحصائيات لمكاتب السياحة في البصرة وذي قار تشير الى ان 60% من المسافرين عبر مطار البصرة هم من اهالي ذي قار وبالتأكيد سيكون من الافضل وصولهم الى مطار الناصرية".
وقال عضو مجلس المحافظة حسن وريوش إن "وزارة النقل اكدت لحكومة ذي قار المحلية سعيها الجاد لافتتاح المطار قريبا وشددت بان إدارة المطار سوف تكون بيد السلطة المحلية وان دور وزارة النقل سيكون الاشراف والمراقبة فقط وان المحافظة لها الحق باختيار أي شركة سواء عالمية او محلية لإدارة المطار".
وكان الأمر السابق لقاعدة الإمام علي الجوية اللواء الركن الطيار عبد الحكيم عبود ذكر بجلسة لمجلس ذي قار السابق أن "لجنة مشتركة من قبل الخبراء في قيادة القوات الجوية أكدوا إمكانية الاستخدام المزدوج للمطار على ان يقام المطار في القسم الجنوبي من القاعدة على مساحة20000م2 وبسعة مليون مسافر سنويا ولدينا مدارج قادرة على استقبال الطائرات الكبيرة، وإنشاء مطار مدني في القاعدة لن يؤثر على استخدامها العسكري ولو بنسبة 1% حتى في المستقبل عند استيراد المزيد من الطائرات العسكرية وخصوصا طائرات اف 16".
يذكر أن الجيش الأمريكي جهز قاعدة الأمام علي الجوية بالمحافظة ببرج مراقبة حديث احتفل بافتتاحه في 27/3/2010 ويعد أطول مبنى جنوبي العراق ويتكون من 11 طابقا وبلغت كلفته 61,740 مليون دولار وهو مزود بأحدث تكنولوجيا الأمان والكفاءة للمساعدة في تتبع الطائرات ضمن المنطقة المخصصة.
يذكر ان قانون الطيران المدني العراقي رقم (148) لسنة 1974 والتي يتكون من 211 مادة خصص فقرة واحدة منها فقط للمطارات واجراءات تشكيلها لم يشر فيها للقواعد العسكرية وامكانية وجود مطار وقاعدة عسكرية مشتركة بنفس المدارج ومناطقها المحرمة.
وقاعدة الإمام علي الجوية (الطليل) أنشأت عام 1976 على مشارف مدينة اور التاريخية، وعلى بعد 18 كم جنوب الناصرية على مساحة دائرة محيطها 18 كم قبل ان توسعها القوات الأمريكية الى دائرة محيطها 43 كم وتضم 3 مدارج طيران تستقبل اكبر طائرات النقل المتوفرة حاليا، وكانت تعد احد أهم القواعد الأمريكية في جنوب العراق، واستخدمها الجيش الأمريكي لإدارة عملياته في محافظات البصرة والمثنى وميسان اضافة إلى ذي قار.
ويستقر بالقاعدة حاليا قيادة السرب 70 الجوي العراقي والذي تتركز مهامه على مراقبة الحدود وحمايتها ومراقبة المنشآت الحيوية كأنابيب النفط وخطوط الطاقة الكهربائية إضافة إلى تقديم الدعم في المناسبات الدينية.
وكانت محافظة ذي قار، مركزها مدينة الناصرية، (365 كم جنوب العاصمة بغداد)، قد أعلنت في وقت سابق من عام 2013، عن موافقة منظمة اليونسكو المبدئية على إدراج مناطق أهوار الناصرية وتلك التي لها علاقة بحياة الأهوار، كمدينتي أور وأريدو الأثريتين، ضمن لائحة التراث العالمي، مبينة أن الملف في طور التقييم والدراسة.
وتضم محافظة ذي قار اكثر من 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وهي من أغنى المدن العراقية بالمواقع الآثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم وزقورة أور التاريخية، فضلا عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ ويحتوي على اقدم مدخل مصمم على شكل قوس في العالم.