الناصري يتفقد مناطق الاهوار ويحمل تركيا وداعش مسؤولية تجفيفها

 
مكتب اعلام محافظ ذي قار
حمل محافظ ذي قار يحيى محمد باقر الناصري الحكومة التركية ومجاميع داعش الارهابية مسؤولية التجفيف التي تتعرض له مناطق الاهوار في جنوب وشرق الناصرية ، ودعا خلال جولته التفقديه لمناطق الاهوار الوسطى ( 90 كم جنوب شرق الناصرية ) الحكومة المركزية للتحرك دوليا لإنقاذ السكان المحليين من العطش والتجفيف والتدهور البيئي .
وقال الناصري خلال زيارته التفقدية لمناطق الاهوار في الجبايش وسوق الشيوخ برفقة عدد من رؤساء الوحدات الادارية ومدراء الدوائر المعنية وممثل منظمة طبيعة العراق جاسم الاسدي ان " مناطق الاهوار في الناصرية تعيش نكبة حقيقية حاليا فالارض تشققت من العطش والسكان يعيشون محنة الجفاف والثروة الحيوانية والسمكية مهدده بالهلاك ، فمناطق الاهوار التي كانت مغمورة بالمياه  قبل نحو شهرين تعاني حاليا من الجفاف والتدهور البيئي ".
مبينا ان "مناطق الاهوار تعيش حالة من الجفاف والتدهور في شتى المجالات الحياتية والبيئية بسبب ضعف الاطلاقات المائية من تركيا واغلاق السدود من قبل مجاميع داعش الارهابية".
واضاف ان "ما يحصل من تجفيف حاليا هو امتداد لحقبة التجفيف التي شهدتها تسعينات القرن الماضي على يد النظام السابق".
ودعا محافظ ذي قار الحكومة المركزية لمتابعة ملف المياه والتحرك دوليا والطلب من الامم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية انقاذ سكان الاهوار من مخاطر التجفيف عبر الضغط على الجانب التركي لزيادة الاطلاقات المائية في الانهر المغذية لمناطق الاهوار".
مؤكدا ان "مناطق الاهوار وارثها الحضاري والتاريخي والثقافي لا يخص ذي قار وحدها وانما هو وجزء من التراث العالمي والحفاظ عليه مسؤولية تضامنية تهم الجميع".
وشدد الناصري على ضرورة تحديد حصة مائية كافية وثابته لتغذية وانعاش مناطق الاهوار والحفاظ على التنوع البيئي .   
لافتا الى ان "ما تبقى من مياه في السواقي العميقة في مناطق الاهوار والمناطق المنخفضة من اراضيها هو حاليا عبارة عن مياه اسنة وملوثة يتسبب استخدامها بالكثير من الامراض للسكان المحليين والثروة الحيوانية".
منوها الى ان "مجمل التنوع الاحيائي والبايلوجي في مناطق الاهوار بات في خطر وان الثروة الحيوانية التي كانت تنعم بالمياه قبل بضعة اشهر باتت اليوم مهددة بالموت والعمى من شدة العطش .
وكان محافظ ذي قار، يحيى محمد باقر الناصري، أعلن في،(الأول من حزيران 2015)، أهوار جنوب الناصرية، مناطق منكوبة، بعد تعرض مناطق واسعة منها إلى الجفاف نتيجة شح المياه وانخفاض منسوب نهر الفرات، وفي حين دعا الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية للضغط على تركيا لإطلاق المياه في الأنهر المغذية لمناطق الأهوار، أكد تسجيل نحو ألف إصابة بمرض جدري الماء ونفوق كميات كبيرة من الأسماك والثروة الحيوانية.
وكانت منظمة (طبيعة العراق)، كشفت، يوم الأربعاء (3 حزيران 2015)، عن نزوح 80 بالمئة من مربي الجاموس في الأهوار الوسطى بمحافظة ذي قار، نتيجة الجفاف، وفي حين بيّنت أن المساحات المغمورة بالمياه من تلك الأهوار قد تراجعت بصورة كبيرة خلال الشهرين الماضيين، حذرت من مخاطر اندثارها والقضاء على الثروة السمكية والتنوع الأحيائي فيها وهور الحمار، خلال الأشهر القليلة المقبلة إذا ما بقي الحال على ما هو عليه.
وكان محافظ ذي قار ، أكد يوم الاثنين 8 حزيران 2015، أن أزمة المياه التي تشهدها مناطق اهوار الناصرية حالياً تعيد مناطق الاهوار وسكانها الى حقبة التجفيف القسري في عهد النظام السابق ، فيما أشار إلى أن تجفيف الاهوار له انعكاسات مدمرة على محافظة ذي قار والمحافظات المجاورة لها، بيّن أن إدارة المحافظة تتابع مع وزارة الموارد البشرية تطورات أزمة المياه.
يذكر ان دائرة صحة محافظة ذي قار، حذرت يوم الأحد (7 حزيران 2015 )، من تلوث المياه وانتشار مرض الكوليرا بسبب انحسار المياه عن مناطق واسعة من أهوار الناصرية، وأكدت أن ذلك سيعرض المحافظة إلى "انتكاسة صحية خطيرة جداً"، وفيما دعت الجهات المعنية إلى معالجة شح المياه والحيلولة من دون تجفيف الأهوار، أشارت إلى أنها تقوم بحملة لنشر الوعي الوقائي وتوزيع مادة الكلور في المناطق المتضررة.
وتشكل مساحة الأهوار في الناصرية خمس مساحة محافظة ذي قار،(350 كم جنوب العاصمة بغداد)، وتتوزع على 10 وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية.