الناصري يرعى الاحتفال باليوم العالمي للاراضي الرطبة ، ويجدد دعوته لتشكيل هيئة عليا لادارة ملف المياه وحماية الاهوار من مخاطر الجفاف

 
مكتب اعلام محافظ ذي قار
جدد محافظ ذي قار يحيى الناصري اليوم الثلاثاء دعوته الى تشكيل هيئة عليا لادارة ملف المياه على المستويين الداخلي والخارجي ، مؤكدا ان مناطق الاهوار والاراضي الرطبة باتت مهددة نتيجة تلاعب دول المنبع والدول المتشاطئة بالاطلاقات المائية المخصصة للعراق والتجاوزات الحاصلة من بعض المحافظات على حصص المحافظات الاخرى.
وقال الناصري في كلمته التي القاها خلال الاحتفال باليوم العالمي للاراضي الرطبة الذي اقيم برعاية محافظ ذي قار في المركز الثقافي وسط الناصرية وحضره النائب الاول للمحافظ عادل الدخيلي وعدد من اعضاء مجلس المحافظة وقائد عمليات الرافدين ورئيس المركز الانمائي للطاقة والمياه وعدد من رؤساء الوحدات الادارية في المحافظة والمسؤولين المحليين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني المعنية بطبيعة وبيئة الاهوار انه " نشارك اليوم بالاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة الذي انبثق عن اتفاقية ( رامسار ) الدولية التي تهدف للحفاظ على المناطق الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي والثقافي والعلمي وقيمتها التاريخية والحضارية".
واضاف ان "مناطق الاهوار العراقية التي تتمتع ببيئة فريدة وتتميز بحضارة عريقة يمتد تاريخها لاكثر من ستة الاف عام ينبغي ان تتصدر اولويات جميع الجهات الحكومية المعنية ولاسيما مجلس الوزراء ووزارة الموارد المائية ودوائرها العاملة في المحافظة "، داعيا الى بذل جهود مضاعفة لإدامة المساحة المؤهلة والمغمورة في مناطق الاهوار لتستعيد مكانتها الاقتصادية والاجتماعية وتحتل موقعها المتميز في الدليل السياحي العالمي.
وناشد محافظ ذي قار الحكومة الاتحادية وتركيا وسوريا والمنظمات الدولية الراعية للمعاهدات الدولية الى تخصيص حصة مائية خاصة بمناطق الاهوار من نهري دجلة والفرات ، مشيرا الى ان المساحات المغمورة حاليا من مناطق الاهوار لا تشكل سوى 35 بالمئة من المساحات التي كانت تشكل مناطق الاهوار قبل التجفيف.
كما شدد محافظ ذي قار على ضرورة إعادة النظر في برامج إدارة المياه التي تعتمدها وزارة الموارد المائية ، داعيا الى اعتماد العدالة في توزيعها بين المحافظات وبما يضمن توفير حصة مائية كافية لمناطق الاهوار وإرواء الاراضي الزراعية المتاخمة لها وتوفير مياه الشرب للمدن الاهوارية التي تعاني من الشحة ورداءة نوعية المياه .
وجدد محافظ ذي قار دعوته لتشكيل هيئة عليا لادارة ملف المياه على المستويين الداخلي والخارجي كون الموارد المائية في العراق باتت مهددة نتيجة تلاعب دول المنبع والدول المتشاطئة بالاطلاقات المائية المخصصة للعراق ، منوها في الوقت ذاته الى وجود تجاوزات على الحصص المائية من بعض المحافظات على حصص المحافظات الاخرى والتي اخذت تهدد المحافظات الجنوبية التي تقع في نهايات الانهر وتجعلها تعاني بشدة من مخاطر الشحة والجفاف كما حصل خلال الاشهر الثمانية الماضية .
واشاد محافظ ذي قار بجهود الدوائر والمنظمات التي تقدم الدعم للبرامج والمشاريع الانمائية الخاصة بمناطق الاهوار والتي شاركت بتنظيم الاحتفال باليوم العالمي الاراضي الرطبة ولاسيما منظمة طبيعة العراق ، والمركز الانمائي للطاقة والمياه ، ومركز انعاش الاهوار والاراضي الرطبة العراقية ، وغرفة تجارة الناصرية .
ويعود الاحتفال باليوم العالمي للاراضي الرطبة الى تاريخ التوقيع على اتفاقية رامسار للاراضي الرطبة الذي جرى بمدينة رامسار في إيران في الثاني من شباط 1971.
وتعتبر اتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة أقدم اتفاقية عالمية في مجال البيئة، وهي بمثابة إطار للتعاون الدولي والقومي للحفاظ والاستعمال العقلاني للأراضي الرطبة ومصادرها, وقد اقرت في الثاني من شباط  1971 بمدينة "رامسار" الإيرانية، ودخلت حيز التنفيذ في 21 كانون الأول من سنة 1975, وهي تعتبر الاتفاقية الدولية الوحيدة في مجال البيئة التي تعالج نظام بيئي خاص.
وكانت سكرتارية اتفاقية (رامسار) ، اعلنت يوم الثلاثاء ( 29 ايلول 2015 ) عن موافقتها على انضمام الاهوار الوسطى وهور الحمار الى اتفاقية رامسار واعتبرتها مواقع أراض رطبة ( رامسار ) ذات أهمية دولية ، وذلك لكونها اراض متنوعة الغنى وتحمل ارث الأهوار في بلاد ما بين النهرين في جنوب العراق والتي كانت تعرف بـ ( جنة عدن ) على مدى تاريخها الذي يعود الى الألف الرابع قبل الميلاد حيث ظهرت أولى المجتمعات المتعلمة.
 
ويزخر العراق بالمناطق الرطبة التي تعتبر من أغزر وأكثر النظم الطبيعية تنوعا حيث يمتلك العراق ما يقارب من 1379500 هكتار من المناطق الرطبة بموجب مسح عام 1994، وبذلك تؤلف حوالي 3.2% من مساحة البلد. ويوجد حوالي 82% من هذه المناطق في المحافظات الجنوبية وهي المسطحات المائية أو الاهوار التي آوت منذ آلاف السنين مختلف أشكال الحياة من نبات وطير وبشر اللذين اعتاشوا على خيراتها الطبيعية.